فمن يدخلها ينعم ولا يبأس ويخلد ولا يموت، ولا يفنى شبابهم، ولا تبلى ثيابهم، لهم فيها أعظم النعيم وأجل العطايا من رب كريم، تجري من تحتهم الأنهار، وترفرف حولهم الأطيار، ويناديهم ربهم جل وعلا كما قال سبحانه، سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ [يس:58]، وينحر لهم أول ما يدخلون ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها، ولهم فيها شراب ونعيم، وأنهار من عسل مصفى، وأنهار من لبن، وأنهار من ماء غير آسن، وغير ذلك من لذات النعيم، كما قال الله: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:17] . وأما أعظم ما يعطيهم الله جل وعلا إياه: فلذة النظر إلى وجهه الكريم، مع رضائه سبحانه وتعالى الذي لا سخط بعده، وليس بعد هذين العطائين عطاء أبداً. صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار نادى مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه، فيقولون: وما هو؟ ألم يثقل مازيننا.. ألم يبيض وجوهنا.. ألم يجرنا من النار.. ألم يدخلنا الجنة؟! فيكشف الحجاب فيرون وجه ربهم تبارك وتعالى، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم هو أعظم ولا أجل من رؤية وجه الله تبارك وتعالى). ......
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق