الاثنين، 9 نوفمبر 2009

لصالح من يدرسوننا التاريخ خطاء ؟

درسنا في مقررات التاريخ الدولة الفاطمية وصوروا لنا الفاطميين علي أنهم حكام صالحين مسلمين
حكمو مصر وبنوا حضارتها بنو القاهرة علي يد المعز لدين الله زوقالوا لنا ان القاهرة هي بنت المعز
وأخبرونا ان الفاطميين بنوا الأزهر الشريف لنشر العلم والدين المهم انه رسخ في أزهاننا ان الفاطميين
هم حماة الدين والبلاد . وعلي العكس عندما تنظر في كتب المؤرخين كالمقريزي مثلا تجد ان الفاطميين
هم غزاة جاءونا من المغرب العربي وغرضهم الأساسي هو تكوين الدولة الشيعية الإسماعيلية وتكون
عاصمتها مصر وبنو الأزهر لنشر المذهب الشيعي الإسماعيلي وخرافاتهم وانحرافاتهم وعطلوا الجمع والجماعات
وقتلوا علماء السنة في مصر ويذكر أن أحدهم أمر بأن يسلخ جلد الشيخ النابلسي رحمه الله وأوكل المهمة ليهودي
فأشفق اليهودي علي الشيخ فطعنه في قلبه ليريحه من الألم . وكذلك ذكر المقريزي ما حصل لمصر والمصريين
من فقر وجوع وتخلف حتي قيل أن المصريين كانوا يأكلون الحمير والسنور من شدة الجوع والفاقة .
أما عن الإنحراف العقدي عند الفاطميين فمنهم من بلغ به الأمر لإدعاء الألوهية من أبنا المعز .
ويكفيهم أثما أنهم هم من أورثنا هذه القباب وأضرحة الأولياء والمظاهر الشركية التي يمارسها بعض المتصوفة
من رقص وتمايل بدعوي أنها ذكر لله . وظلت مصر في أسواء حال الي أن جاء صلاح الدين وقضي علي
الإسماعلية وطردهم من مصر وأرجع مصر للمذهب السني وأليك ان ترجع لكتب التاريخ للمؤرخين كالمقريزي
وغيره زوهناك كتاب للشيخ إحسان الهي ظهير اسمه الإسماعيلية وهو عبارة عن دراسة قيمة للمذهب الإسماعيلي الشيعي وعندها ستعرف ان كل مادرسته كان خطاء . ولا ندري لصالح من ندرس تاريخ بلادنا خطاء .

السبت، 7 نوفمبر 2009

من هم اللذين ركنوا للذين ظلموا

يقول الله تعالي ( ولا تركنوا إلي اللذين ظلموا فتمسكم النار )
جاء رجل الي الإمام مالك فسأله يا إمام انا رجل ( حائك ) يعني خياط أعمل عند قوم ظالمين احيك لهم الثياب
فهل انا من اللذين ركنوا للذين ظلموا ؟
فقال الإمام مالك بلي انت منهم ومن باعك الخيط اللذي تحيك به لهؤلاء القوم من اللذين ركنوا للذين ظلموا .

الأربعاء، 4 نوفمبر 2009

هانت

هانت الأيام

الأحد، 11 أكتوبر 2009

حول الفهم الخاطيء لتعارض فكرة مصر المتوسطية ومصر الأفريقية والسودان العربي والسودان الأفريقي


من مميزات مصر الفريدة، عبقرية وضعها الجغرافي، مما جعلها قبلة لأهل الأرض ومركزا للإشعاع الحضاري وقبلة لأهل الأديان وتاريخ مصر التفاعل بين المؤثرات المتوسطية والآسيوية والإفريقية في تشكيل الحياة المصرية والإقتصاد المصري والثقافة المصرية والمزاج المصري ، ومن مميزات الحضارة السودانية ، التنوع المذهل البشري والثقافي والطبيعي والجغرافي .وإذا كانت مصر هبة النيل ، فإن مصر كذلك هبة المصريين الذين تواصلوا مع العالم حولهم عبر المتوسط ، وتعبر عن هذا الإسكندرية بمكتبتها ومناراتها ومسارحها ومرافيء سفنها عن هذا البعد ، وكذلك تعبر موانيء مصر والسودان الإفريقية في عيذاب وبرزخ السويس عن طبيعة مصر الإفريقية والعربية ، حيث ابحرت السفن حتى مؤانيء الصومال طلباً للتواصل والتفاعل مع سكان الساحل الأفريقي حتى البر الصومالي ، ولا تكاد الذاكرة الحضارية تغفل عن رحلات الملكة المصرية حتشبثوت حتى بلاد بنت - أي بلاد الصومال والحبشة الحالية .أما التفاعل والتواصل المصري السوداني ، أو أقاليم مصر الطبيعية ، فإن هذا هو مرتكز الحضارة النيلية المعروفة بالحضارة النوبية والتي كانت نسيجاً مشتركاً قوامه بحيرة حضارية واحدة تمتد من أسوان حتى الخرطوم الحالية. وترفد هذه البحيرة الحضارية بمنجزاتها وعمرانها، مصر المتوسطية والنوبة الإفريقية التي تمتد حتى أقاصي منابع النيل - ويشهد متحف أسوان على منجزات الحضارة النوبية. وكذلك تشهد عليه قلاع تحتمس ومعابده الممتدة من الأقصر حتى وادي حلفا إلى عمق النوبة السودانية ، كما تشهد عليه مسلات الملك النوبي ترهاقا في معبد الكرنك في الاقصر وتشهد عليه إطلالة ملوك مصر على بحيرة النوبة في معبد أبي سمبل .وتصدق الكتب السماوية وضعية مصر الجغرافية ، فها هم أخوة يوسف يقصدون مصر دون الدنيا، طلبا لخيرات مصر ببضائعهم المزجاة وحتى دعا يوسف ربه أن يجعله على خزائن الارض ، لم يقل خزائن مصر وإنما عبر عن خزائن مصر بخزائن الأرض لأن مصر تتواصل شرقا وغربا وجنوبا وشمالا ، مما يجعلها قبلة لأهل الارض وبالتالي قائمة على خزائن الارض ، ومن رحم مصر المرموز لها بهاجر الامة السوداء خرجت أمة العرب بمصاهرة إبراهيم لهاجر وتواصل ذلك في قصة النبي الخاتم مع مارية القبطية .فمصر الآسيوية تتكامل مع مصر المتوسطية ومصر المتوسطية هبة مصر الإفريقية النوبية النيلية ، ومصر النوبية النيلية تتواصل مع مصر التكرورية ، التي يعبر عنها مصطلح بولاق التكرور أي ميناء التكرور الذي كان يستقبل البضائع القادمة عبر درب الأربعين الذي يخترق الداخل الإفريقي من أسوان حتى الفاشر ومن الفاشر إلى أبشي وتمبكتو وكانو ، وُسمى درب الأربعين لأن اختراقه عبر الصحراء كان يحتاج من القوافل الضخمة والتي هي أشبه بالمدن المتحركة لأربعين يوما لذا لا عجب أن أصبحت هذه القوافل مشكلة لخزائن مصر فيما يعرف بميناء التكرور أو بولاق التكرور ، وهذا الطريق المهمل أو المنسي في تشكل الحضارة المصرية إن تم احياؤه بربط مصر ببلاد التكرور التي اصبحت كبرى أسواق العالم حيث يخدم هذا الطريق مائتي مليون من الافارقة القاطنين في دارفور وتشاد ومالي والنيجر ونيجيريا ولا تزال الجزارات ومحلات القصابين المصرية على صلة بالجمال والدواب القادمة عبر هذا الطريق .حينما حل الإستعمار البريطاني في مصر والسودان، قطع وبأموال مصر، علائق مصر بالسودان . فحينما قام مشروع الجزيرة بالسودان في عام 1924م قام وسط شعب سوداني بدوي رعوي لا خبرة له بالزراعة. وكان المشروع يحتاج للأيادي العاملة المدربة على الزراعة وكان من الطبيعي أن تأتي هذه الأيادي من مصر ، ولكن الإدارة البريطانية التي كانت تحكم السودان بأموال مصر ونيابة عن مصر منعت مجيء العمالة المصرية لتعمير مشروع الجزيرة - بل وابعدت المصريين الموجودين في السودان، عقب مقتل الـ (سير لي استاك) الحاكم العام الإنجليزي للسودان في مصر. وفتحت أبواب الهجرة لمواطني غرب إفريقيا للسودان. حتى اصبح السودان يضم مجتمعاً زراعياً قوامه الملايين توطنوا وتجنسوا وتملكوا الارض. وأرض السودان واسعة تسع أهل غرب إفريقيا ومزارعي مصر ولكن الإستعمار لجأ لسياسة المناطق العازلة وقطع أواصر مصر الإفريقية وروج لفكرة مصر المتوسطية كبديل لفكرة مصر الإفريقية ، علماً بأن فكرة مصر الإفريقية هي مهد مصر المتوسطية وأن الفكرتين تتكاملان ولا تتناسخان، ثم نمت طبقة مصرية قامت استنارتها على أن مصر متوسطية. ناسية أن الله جعل سر مصر في النيل. وأن حياة مصر واستمرار حضارتها تعتمد على تدفق مياه النيل، التي ترمز للبعد الإفريقي في المكون المصري .لا قوام لمصر المتوسطية إلا بمصر الطبيعية ، لأن مصر الطبيعية هي البنية التحتية التي تقوم عليها مصر والتي يشكلها النيل وطرق الصحراء وموانيء البحار ، فالنيل مثل النخلة ثمرته الدلتا وساقه السودان وجذوره المناطق الإستوائية واهمال التواصل والتفاعل مع هذه المكونات تفريط في عبقرية مصر الطبيعية ، كما أن اندثار طرق القوافل الصحراوية التي كانت ترفد مصر بتجارة وبضائع الدواخل الإفريقية ، أغلق باب خير كبير من ابواب مصر - التي أوصى يعقوب ابناءه لا تدخلوا من باب واحد وأدخلوا من ابواب متفرقة ، فلماذا اهمال ابواب مصر التي ظلت مفتوحة على إفريقيا منذ فجر التاريخ والواجب احياء هذه الابواب بمشاريع عملاقة تصل أسوان بالفاشر لبر درب الأربعين وتصل الفاشر بابشي وأم جمينا وكانو وتمبكتو. بحيث تتدفق البضائع المصرية والخبرات المصرية في أيام معدودات إلى كانو وتمبكتو والفاشر. وتجد خيرات إفريقيا سبيلها إلى بولاق التكرور أو قاهرة المعز . كما أن مصر الإفريقية لا قوام لها دون مد خطوط السكك الحديدية إلى المناطق الإستوائية وبحيرة تانا في الهضبة الإثيوبية بالإضافة إلى الطرق المعبدة التي نجحت الحكومة السودانية بمدها حتى ما بعد الرنك في جنوب السودان وإلى النهود في إتجاه دارفور وعبر القلابات والمتمة الإثيوبية إلى بلاد غندر وبحيرة تانا. ولأول مرة تبرز شبكة طرق رابطة الإمبراطورية السودانية المترامية الأطراف ويا ليت الشبكة ترتبط بالشبكة المصرية وتتمدد عبر إفريقيا . لقد تأخر مشروع مد شبكة الطرق لربط مشروع مصر الطبيعية، والذي بدأه الخديوي اسماعيل في اواسط القرن التاسع عشر. وبعد قرابة مائة وثلاثين عاما من تفكير اسماعيل باشا من مد خطوط السكك الحديدية عبر مصر الطبيعية ومع النيل ، تقف الارادة المصرية / السودانية عاجزة عن إيصال هذا المشروع إلى آفاقه المصيرية بابعاده الإستراتيجية. ولو كان هذا المشروع حيا ، لما اضطربت مصر لزيارة ليبرمان لدول حوض النيل لتسويق سياسات مائية مضرة ومؤذية لمصر والسودان . العلاقات المصرية / السودانية بدول نادي حوض النيل ليست طارئة أو جديدة او مصنوعة كعلاقات اسرائيل الطارئة والمسمومة. والتي كانت ضد حركات التحرر الإفريقي. وكانت موصولة مع نادي التفرقة العنصرية وضد التواصل الإفريقي / الإفريقي. وضد التواصل المتوسطي / الإفريقي. والتواصل المصري / السوداني الإفريقي لا يحتاج لأموال البنك الدولي. في وقت وصلت التدفقات المالية العربية إلى حد أسطوري. ولا يحتاج إلا للإرادة والتخطيط الذكي والثقة والقيادة الملهمة. والتواصل الإفريقي /الإفريقي ليس خصماً للمتوسطية وإنما هو رصيد لها ويتكامل مع شخصية مصر والأسواق العربية والآسيوية ويتكامل مع مكونات ثقافة البحر الأحمر ويتكامل مع مشروع وادي النيل بأبعاده الإنسانية والحضارية ويبدو أنه لا وجود لطفرة مستقبلية ولا مسار مستقبلي لوادي النيل دون إعمال النظر في هذا المشروع.. والله أعلم . اهمال فكرة مصر الإفريقية وتسويق فكرة مصر المتوسطية ، يجعل مصر سوقاً سياحياً لاوروبا والغرب. ويجعل الحيوية والعبقرية المصرية مجرد مجتمع خدمي لاغراض السياحة والفندقة والمطاعم ونادي وترفيه للأوروبيين والغربيين ، لأن مصر غير مهيأة الآن للمنافسة الصناعية والتجارية في نادي المتوسطية. على عكس وضع مصر في الفضاء الإفريقي الذي يجعلها قوة إقتصادية وثقافية وسياسية واجتماعية وبدلا من ذيلية المتوسطية فإنها عملاق الإفريقية ومع ذلك فإن عملاق الإفريقية يصبح الند وربما السيد في نادي المتوسطية ، حينما يغرس رجليه في تربته الحقيقية ، أي في الطين الإفريقي وطين وادي النيل.
منقول / مقالة للدكتور حسن مكي - جريدة الرأي العام السودانية

حول الفهم الخاطيء لتعارض فكرة مصر المتوسطية

من مميزات مصر الفريدة، عبقرية وضعها الجغرافي، مما جعلها قبلة لأهل الأرض ومركزا للإشعاع الحضاري وقبلة لأهل الأديان وتاريخ مصر التفاعل بين المؤثرات المتوسطية والآسيوية والإفريقية في تشكيل الحياة المصرية والإقتصاد المصري والثقافة المصرية والمزاج المصري ، ومن مميزات الحضارة السودانية ، التنوع المذهل البشري والثقافي والطبيعي والجغرافي .وإذا كانت مصر هبة النيل ، فإن مصر كذلك هبة المصريين الذين تواصلوا مع العالم حولهم عبر المتوسط ، وتعبر عن هذا الإسكندرية بمكتبتها ومناراتها ومسارحها ومرافيء سفنها عن هذا البعد ، وكذلك تعبر موانيء مصر والسودان الإفريقية في عيذاب وبرزخ السويس عن طبيعة مصر الإفريقية والعربية ، حيث ابحرت السفن حتى مؤانيء الصومال طلباً للتواصل والتفاعل مع سكان الساحل الأفريقي حتى البر الصومالي ، ولا تكاد الذاكرة الحضارية تغفل عن رحلات الملكة المصرية حتشبثوت حتى بلاد بنت - أي بلاد الصومال والحبشة الحالية .أما التفاعل والتواصل المصري السوداني ، أو أقاليم مصر الطبيعية ، فإن هذا هو مرتكز الحضارة النيلية المعروفة بالحضارة النوبية والتي كانت نسيجاً مشتركاً قوامه بحيرة حضارية واحدة تمتد من أسوان حتى الخرطوم الحالية. وترفد هذه البحيرة الحضارية بمنجزاتها وعمرانها، مصر المتوسطية والنوبة الإفريقية التي تمتد حتى أقاصي منابع النيل - ويشهد متحف أسوان على منجزات الحضارة النوبية. وكذلك تشهد عليه قلاع تحتمس ومعابده الممتدة من الأقصر حتى وادي حلفا إلى عمق النوبة السودانية ، كما تشهد عليه مسلات الملك النوبي ترهاقا في معبد الكرنك في الاقصر وتشهد عليه إطلالة ملوك مصر على بحيرة النوبة في معبد أبي سمبل .وتصدق الكتب السماوية وضعية مصر الجغرافية ، فها هم أخوة يوسف يقصدون مصر دون الدنيا، طلبا لخيرات مصر ببضائعهم المزجاة وحتى دعا يوسف ربه أن يجعله على خزائن الارض ، لم يقل خزائن مصر وإنما عبر عن خزائن مصر بخزائن الأرض لأن مصر تتواصل شرقا وغربا وجنوبا وشمالا ، مما يجعلها قبلة لأهل الارض وبالتالي قائمة على خزائن الارض ، ومن رحم مصر المرموز لها بهاجر الامة السوداء خرجت أمة العرب بمصاهرة إبراهيم لهاجر وتواصل ذلك في قصة النبي الخاتم مع مارية القبطية .فمصر الآسيوية تتكامل مع مصر المتوسطية ومصر المتوسطية هبة مصر الإفريقية النوبية النيلية ، ومصر النوبية النيلية تتواصل مع مصر التكرورية ، التي يعبر عنها مصطلح بولاق التكرور أي ميناء التكرور الذي كان يستقبل البضائع القادمة عبر درب الأربعين الذي يخترق الداخل الإفريقي من أسوان حتى الفاشر ومن الفاشر إلى أبشي وتمبكتو وكانو ، وُسمى درب الأربعين لأن اختراقه عبر الصحراء كان يحتاج من القوافل الضخمة والتي هي أشبه بالمدن المتحركة لأربعين يوما لذا لا عجب أن أصبحت هذه القوافل مشكلة لخزائن مصر فيما يعرف بميناء التكرور أو بولاق التكرور ، وهذا الطريق المهمل أو المنسي في تشكل الحضارة المصرية إن تم احياؤه بربط مصر ببلاد التكرور التي اصبحت كبرى أسواق العالم حيث يخدم هذا الطريق مائتي مليون من الافارقة القاطنين في دارفور وتشاد ومالي والنيجر ونيجيريا ولا تزال الجزارات ومحلات القصابين المصرية على صلة بالجمال والدواب القادمة عبر هذا الطريق .حينما حل الإستعمار البريطاني في مصر والسودان، قطع وبأموال مصر، علائق مصر بالسودان . فحينما قام مشروع الجزيرة بالسودان في عام 1924م قام وسط شعب سوداني بدوي رعوي لا خبرة له بالزراعة. وكان المشروع يحتاج للأيادي العاملة المدربة على الزراعة وكان من الطبيعي أن تأتي هذه الأيادي من مصر ، ولكن الإدارة البريطانية التي كانت تحكم السودان بأموال مصر ونيابة عن مصر منعت مجيء العمالة المصرية لتعمير مشروع الجزيرة - بل وابعدت المصريين الموجودين في السودان، عقب مقتل الـ (سير لي استاك) الحاكم العام الإنجليزي للسودان في مصر. وفتحت أبواب الهجرة لمواطني غرب إفريقيا للسودان. حتى اصبح السودان يضم مجتمعاً زراعياً قوامه الملايين توطنوا وتجنسوا وتملكوا الارض. وأرض السودان واسعة تسع أهل غرب إفريقيا ومزارعي مصر ولكن الإستعمار لجأ لسياسة المناطق العازلة وقطع أواصر مصر الإفريقية وروج لفكرة مصر المتوسطية كبديل لفكرة مصر الإفريقية ، علماً بأن فكرة مصر الإفريقية هي مهد مصر المتوسطية وأن الفكرتين تتكاملان ولا تتناسخان، ثم نمت طبقة مصرية قامت استنارتها على أن مصر متوسطية. ناسية أن الله جعل سر مصر في النيل. وأن حياة مصر واستمرار حضارتها تعتمد على تدفق مياه النيل، التي ترمز للبعد الإفريقي في المكون المصري .لا قوام لمصر المتوسطية إلا بمصر الطبيعية ، لأن مصر الطبيعية هي البنية التحتية التي تقوم عليها مصر والتي يشكلها النيل وطرق الصحراء وموانيء البحار ، فالنيل مثل النخلة ثمرته الدلتا وساقه السودان وجذوره المناطق الإستوائية واهمال التواصل والتفاعل مع هذه المكونات تفريط في عبقرية مصر الطبيعية ، كما أن اندثار طرق القوافل الصحراوية التي كانت ترفد مصر بتجارة وبضائع الدواخل الإفريقية ، أغلق باب خير كبير من ابواب مصر - التي أوصى يعقوب ابناءه لا تدخلوا من باب واحد وأدخلوا من ابواب متفرقة ، فلماذا اهمال ابواب مصر التي ظلت مفتوحة على إفريقيا منذ فجر التاريخ والواجب احياء هذه الابواب بمشاريع عملاقة تصل أسوان بالفاشر لبر درب الأربعين وتصل الفاشر بابشي وأم جمينا وكانو وتمبكتو. بحيث تتدفق البضائع المصرية والخبرات المصرية في أيام معدودات إلى كانو وتمبكتو والفاشر. وتجد خيرات إفريقيا سبيلها إلى بولاق التكرور أو قاهرة المعز . كما أن مصر الإفريقية لا قوام لها دون مد خطوط السكك الحديدية إلى المناطق الإستوائية وبحيرة تانا في الهضبة الإثيوبية بالإضافة إلى الطرق المعبدة التي نجحت الحكومة السودانية بمدها حتى ما بعد الرنك في جنوب السودان وإلى النهود في إتجاه دارفور وعبر القلابات والمتمة الإثيوبية إلى بلاد غندر وبحيرة تانا. ولأول مرة تبرز شبكة طرق رابطة الإمبراطورية السودانية المترامية الأطراف ويا ليت الشبكة ترتبط بالشبكة المصرية وتتمدد عبر إفريقيا . لقد تأخر مشروع مد شبكة الطرق لربط مشروع مصر الطبيعية، والذي بدأه الخديوي اسماعيل في اواسط القرن التاسع عشر. وبعد قرابة مائة وثلاثين عاما من تفكير اسماعيل باشا من مد خطوط السكك الحديدية عبر مصر الطبيعية ومع النيل ، تقف الارادة المصرية / السودانية عاجزة عن إيصال هذا المشروع إلى آفاقه المصيرية بابعاده الإستراتيجية. ولو كان هذا المشروع حيا ، لما اضطربت مصر لزيارة ليبرمان لدول حوض النيل لتسويق سياسات مائية مضرة ومؤذية لمصر والسودان . العلاقات المصرية / السودانية بدول نادي حوض النيل ليست طارئة أو جديدة او مصنوعة كعلاقات اسرائيل الطارئة والمسمومة. والتي كانت ضد حركات التحرر الإفريقي. وكانت موصولة مع نادي التفرقة العنصرية وضد التواصل الإفريقي / الإفريقي. وضد التواصل المتوسطي / الإفريقي. والتواصل المصري / السوداني الإفريقي لا يحتاج لأموال البنك الدولي. في وقت وصلت التدفقات المالية العربية إلى حد أسطوري. ولا يحتاج إلا للإرادة والتخطيط الذكي والثقة والقيادة الملهمة. والتواصل الإفريقي /الإفريقي ليس خصماً للمتوسطية وإنما هو رصيد لها ويتكامل مع شخصية مصر والأسواق العربية والآسيوية ويتكامل مع مكونات ثقافة البحر الأحمر ويتكامل مع مشروع وادي النيل بأبعاده الإنسانية والحضارية ويبدو أنه لا وجود لطفرة مستقبلية ولا مسار مستقبلي لوادي النيل دون إعمال النظر في هذا المشروع.. والله أعلم . اهمال فكرة مصر الإفريقية وتسويق فكرة مصر المتوسطية ، يجعل مصر سوقاً سياحياً لاوروبا والغرب. ويجعل الحيوية والعبقرية المصرية مجرد مجتمع خدمي لاغراض السياحة والفندقة والمطاعم ونادي وترفيه للأوروبيين والغربيين ، لأن مصر غير مهيأة الآن للمنافسة الصناعية والتجارية في نادي المتوسطية. على عكس وضع مصر في الفضاء الإفريقي الذي يجعلها قوة إقتصادية وثقافية وسياسية واجتماعية وبدلا من ذيلية المتوسطية فإنها عملاق الإفريقية ومع ذلك فإن عملاق الإفريقية يصبح الند وربما السيد في نادي المتوسطية ، حينما يغرس رجليه في تربته الحقيقية ، أي في الطين الإفريقي وطين وادي النيل.

حول الفهم الخاطيء لتعارض فكرة مصر المتوسطية

من مميزات مصر الفريدة، عبقرية وضعها الجغرافي، مما جعلها قبلة لأهل الأرض ومركزا للإشعاع الحضاري وقبلة لأهل الأديان وتاريخ مصر التفاعل بين المؤثرات المتوسطية والآسيوية والإفريقية في تشكيل الحياة المصرية والإقتصاد المصري والثقافة المصرية والمزاج المصري ، ومن مميزات الحضارة السودانية ، التنوع المذهل البشري والثقافي والطبيعي والجغرافي .وإذا كانت مصر هبة النيل ، فإن مصر كذلك هبة المصريين الذين تواصلوا مع العالم حولهم عبر المتوسط ، وتعبر عن هذا الإسكندرية بمكتبتها ومناراتها ومسارحها ومرافيء سفنها عن هذا البعد ، وكذلك تعبر موانيء مصر والسودان الإفريقية في عيذاب وبرزخ السويس عن طبيعة مصر الإفريقية والعربية ، حيث ابحرت السفن حتى مؤانيء الصومال طلباً للتواصل والتفاعل مع سكان الساحل الأفريقي حتى البر الصومالي ، ولا تكاد الذاكرة الحضارية تغفل عن رحلات الملكة المصرية حتشبثوت حتى بلاد بنت - أي بلاد الصومال والحبشة الحالية .أما التفاعل والتواصل المصري السوداني ، أو أقاليم مصر الطبيعية ، فإن هذا هو مرتكز الحضارة النيلية المعروفة بالحضارة النوبية والتي كانت نسيجاً مشتركاً قوامه بحيرة حضارية واحدة تمتد من أسوان حتى الخرطوم الحالية. وترفد هذه البحيرة الحضارية بمنجزاتها وعمرانها، مصر المتوسطية والنوبة الإفريقية التي تمتد حتى أقاصي منابع النيل - ويشهد متحف أسوان على منجزات الحضارة النوبية. وكذلك تشهد عليه قلاع تحتمس ومعابده الممتدة من الأقصر حتى وادي حلفا إلى عمق النوبة السودانية ، كما تشهد عليه مسلات الملك النوبي ترهاقا في معبد الكرنك في الاقصر وتشهد عليه إطلالة ملوك مصر على بحيرة النوبة في معبد أبي سمبل .وتصدق الكتب السماوية وضعية مصر الجغرافية ، فها هم أخوة يوسف يقصدون مصر دون الدنيا، طلبا لخيرات مصر ببضائعهم المزجاة وحتى دعا يوسف ربه أن يجعله على خزائن الارض ، لم يقل خزائن مصر وإنما عبر عن خزائن مصر بخزائن الأرض لأن مصر تتواصل شرقا وغربا وجنوبا وشمالا ، مما يجعلها قبلة لأهل الارض وبالتالي قائمة على خزائن الارض ، ومن رحم مصر المرموز لها بهاجر الامة السوداء خرجت أمة العرب بمصاهرة إبراهيم لهاجر وتواصل ذلك في قصة النبي الخاتم مع مارية القبطية .فمصر الآسيوية تتكامل مع مصر المتوسطية ومصر المتوسطية هبة مصر الإفريقية النوبية النيلية ، ومصر النوبية النيلية تتواصل مع مصر التكرورية ، التي يعبر عنها مصطلح بولاق التكرور أي ميناء التكرور الذي كان يستقبل البضائع القادمة عبر درب الأربعين الذي يخترق الداخل الإفريقي من أسوان حتى الفاشر ومن الفاشر إلى أبشي وتمبكتو وكانو ، وُسمى درب الأربعين لأن اختراقه عبر الصحراء كان يحتاج من القوافل الضخمة والتي هي أشبه بالمدن المتحركة لأربعين يوما لذا لا عجب أن أصبحت هذه القوافل مشكلة لخزائن مصر فيما يعرف بميناء التكرور أو بولاق التكرور ، وهذا الطريق المهمل أو المنسي في تشكل الحضارة المصرية إن تم احياؤه بربط مصر ببلاد التكرور التي اصبحت كبرى أسواق العالم حيث يخدم هذا الطريق مائتي مليون من الافارقة القاطنين في دارفور وتشاد ومالي والنيجر ونيجيريا ولا تزال الجزارات ومحلات القصابين المصرية على صلة بالجمال والدواب القادمة عبر هذا الطريق .حينما حل الإستعمار البريطاني في مصر والسودان، قطع وبأموال مصر، علائق مصر بالسودان . فحينما قام مشروع الجزيرة بالسودان في عام 1924م قام وسط شعب سوداني بدوي رعوي لا خبرة له بالزراعة. وكان المشروع يحتاج للأيادي العاملة المدربة على الزراعة وكان من الطبيعي أن تأتي هذه الأيادي من مصر ، ولكن الإدارة البريطانية التي كانت تحكم السودان بأموال مصر ونيابة عن مصر منعت مجيء العمالة المصرية لتعمير مشروع الجزيرة - بل وابعدت المصريين الموجودين في السودان، عقب مقتل الـ (سير لي استاك) الحاكم العام الإنجليزي للسودان في مصر. وفتحت أبواب الهجرة لمواطني غرب إفريقيا للسودان. حتى اصبح السودان يضم مجتمعاً زراعياً قوامه الملايين توطنوا وتجنسوا وتملكوا الارض. وأرض السودان واسعة تسع أهل غرب إفريقيا ومزارعي مصر ولكن الإستعمار لجأ لسياسة المناطق العازلة وقطع أواصر مصر الإفريقية وروج لفكرة مصر المتوسطية كبديل لفكرة مصر الإفريقية ، علماً بأن فكرة مصر الإفريقية هي مهد مصر المتوسطية وأن الفكرتين تتكاملان ولا تتناسخان، ثم نمت طبقة مصرية قامت استنارتها على أن مصر متوسطية. ناسية أن الله جعل سر مصر في النيل. وأن حياة مصر واستمرار حضارتها تعتمد على تدفق مياه النيل، التي ترمز للبعد الإفريقي في المكون المصري .لا قوام لمصر المتوسطية إلا بمصر الطبيعية ، لأن مصر الطبيعية هي البنية التحتية التي تقوم عليها مصر والتي يشكلها النيل وطرق الصحراء وموانيء البحار ، فالنيل مثل النخلة ثمرته الدلتا وساقه السودان وجذوره المناطق الإستوائية واهمال التواصل والتفاعل مع هذه المكونات تفريط في عبقرية مصر الطبيعية ، كما أن اندثار طرق القوافل الصحراوية التي كانت ترفد مصر بتجارة وبضائع الدواخل الإفريقية ، أغلق باب خير كبير من ابواب مصر - التي أوصى يعقوب ابناءه لا تدخلوا من باب واحد وأدخلوا من ابواب متفرقة ، فلماذا اهمال ابواب مصر التي ظلت مفتوحة على إفريقيا منذ فجر التاريخ والواجب احياء هذه الابواب بمشاريع عملاقة تصل أسوان بالفاشر لبر درب الأربعين وتصل الفاشر بابشي وأم جمينا وكانو وتمبكتو. بحيث تتدفق البضائع المصرية والخبرات المصرية في أيام معدودات إلى كانو وتمبكتو والفاشر. وتجد خيرات إفريقيا سبيلها إلى بولاق التكرور أو قاهرة المعز . كما أن مصر الإفريقية لا قوام لها دون مد خطوط السكك الحديدية إلى المناطق الإستوائية وبحيرة تانا في الهضبة الإثيوبية بالإضافة إلى الطرق المعبدة التي نجحت الحكومة السودانية بمدها حتى ما بعد الرنك في جنوب السودان وإلى النهود في إتجاه دارفور وعبر القلابات والمتمة الإثيوبية إلى بلاد غندر وبحيرة تانا. ولأول مرة تبرز شبكة طرق رابطة الإمبراطورية السودانية المترامية الأطراف ويا ليت الشبكة ترتبط بالشبكة المصرية وتتمدد عبر إفريقيا . لقد تأخر مشروع مد شبكة الطرق لربط مشروع مصر الطبيعية، والذي بدأه الخديوي اسماعيل في اواسط القرن التاسع عشر. وبعد قرابة مائة وثلاثين عاما من تفكير اسماعيل باشا من مد خطوط السكك الحديدية عبر مصر الطبيعية ومع النيل ، تقف الارادة المصرية / السودانية عاجزة عن إيصال هذا المشروع إلى آفاقه المصيرية بابعاده الإستراتيجية. ولو كان هذا المشروع حيا ، لما اضطربت مصر لزيارة ليبرمان لدول حوض النيل لتسويق سياسات مائية مضرة ومؤذية لمصر والسودان . العلاقات المصرية / السودانية بدول نادي حوض النيل ليست طارئة أو جديدة او مصنوعة كعلاقات اسرائيل الطارئة والمسمومة. والتي كانت ضد حركات التحرر الإفريقي. وكانت موصولة مع نادي التفرقة العنصرية وضد التواصل الإفريقي / الإفريقي. وضد التواصل المتوسطي / الإفريقي. والتواصل المصري / السوداني الإفريقي لا يحتاج لأموال البنك الدولي. في وقت وصلت التدفقات المالية العربية إلى حد أسطوري. ولا يحتاج إلا للإرادة والتخطيط الذكي والثقة والقيادة الملهمة. والتواصل الإفريقي /الإفريقي ليس خصماً للمتوسطية وإنما هو رصيد لها ويتكامل مع شخصية مصر والأسواق العربية والآسيوية ويتكامل مع مكونات ثقافة البحر الأحمر ويتكامل مع مشروع وادي النيل بأبعاده الإنسانية والحضارية ويبدو أنه لا وجود لطفرة مستقبلية ولا مسار مستقبلي لوادي النيل دون إعمال النظر في هذا المشروع.. والله أعلم . اهمال فكرة مصر الإفريقية وتسويق فكرة مصر المتوسطية ، يجعل مصر سوقاً سياحياً لاوروبا والغرب. ويجعل الحيوية والعبقرية المصرية مجرد مجتمع خدمي لاغراض السياحة والفندقة والمطاعم ونادي وترفيه للأوروبيين والغربيين ، لأن مصر غير مهيأة الآن للمنافسة الصناعية والتجارية في نادي المتوسطية. على عكس وضع مصر في الفضاء الإفريقي الذي يجعلها قوة إقتصادية وثقافية وسياسية واجتماعية وبدلا من ذيلية المتوسطية فإنها عملاق الإفريقية ومع ذلك فإن عملاق الإفريقية يصبح الند وربما السيد في نادي المتوسطية ، حينما يغرس رجليه في تربته الحقيقية ، أي في الطين الإفريقي وطين وادي النيل.

الخميس، 8 أكتوبر 2009

الأيات القرأنية والأحاديث الصحيحة الواردة في الحجاب

الآيات التي تتعلق بالحجاب :
1. قال تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/31
2. وقال تعالى : ( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور/60 .
والقواعد : هن اللاتي تقدَّم بهن السن فقعدن عن الحيض والحمل ويئسن من الولد . وسيأتي من كلام حفصة بنت سيرين وجه الاستدلال بهذه الآية .
3. وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الأحزاب/59
4. وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً ) الأحزاب/53
أما الأحاديث :
1. عن صفية بنت شيبة أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول : لما نزلت هذه الآية ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) أخذن أُزُرَهن (نوع من الثياب) فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها . رواه البخاري ( 4481 ) ، وأبو داود ( 4102 ) بلفظ :
" يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } شققن أكثف مروطهن (نوع من الثياب) فاختمرن بها " . أي غطين وجوههن .
.
وقال ابن حجر في " فتح الباري " : ولابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن عثمان بن خيثم عن صفية ما يوضح ذلك ولفظه : " ذكرنا عند عائشة نساء قريش وفضلهن فقالت : " إن نساء قريش لفضلاء ، ولكنى والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار : أشد تصديقا بكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل ، لقد أنزلت سورة النور { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل فيها ، ما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان " كما جاء موضحاً في رواية البخاري المذكورة آنفاً ، فترى عائشة رضى الله عنها مع علمها وفهمها وتقواها ، أثنت عليهن هذا الثناء العظيم ، وصرحت بأنها ما رأت أشد منهن تصديقا بكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل ، وهو دليل واضح على أنهن فهمن لزوم ستر الوجوه من قوله تعالى : { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } من تصديقهن بكتاب الله وإيمانهن بتنزيله ، وهو صريح في أن احتجاب النساء عن الرجال وسترهن وجوههن تصديق بكتاب الله وإيمان بتنزيله كما ترى ، فالعجب كل العجب ممن يدعي من المنتسبين للعلم أنه لم يرد في الكتاب ولا السنة ما يدل على ستر المرأة وجهها عن الأجانب ،‍ مع أن الصحابيات فعلن ذلك ممتثلات أمر الله في كتابه إيمانا بتنزيله ، ومعنى هذا ثابت في الصحيح كما تقدم عن البخاري ، وهذا من أعظم الأدلة وأصرحها في لزوم الحجاب لجميع نساء المسلمين كما ترى " . " أضواء البيان ( 6 / 594 – 595 ) .
2. عن عائشة أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كنَّ يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع ( أماكن معروفة من ناحية البقيع ) فكان عمر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : احجب نساءك ، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ، فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي عشاء - وكانت امرأة طويلة - فناداها عمر : ألا قد عرفناك يا سودة ، حرصاً على أن ينزل الحجاب ، فأنزل الله آية الحجاب . رواه البخاري ( 146 ) ومسلم ( 2170 ) .
3. عن ابن شهاب أن أنسا قال : أنا أعلم الناس بالحجاب كان أبي بن كعب يسألني عنه : أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عروساً بزينب بنت جحش وكان تزوجها بالمدينة فدعا الناس للطعام بعد ارتفاع النهار فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس معه رجال بعد ما قام القوم حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى ومشيت معه حتى بلغ باب حجرة عائشة ثم ظن أنهم خرجوا فرجعت معه فإذا هم جلوس مكانهم فرجع ورجعت معه الثانية حتى بلغ باب حجرة عائشة فرجع ورجعت معه فإذا هم قد قاموا فضرب بيني وبينه سترا وأنزل الحجاب . رواه البخاري ( 5149 ) ومسلم ( 1428 ) .
4. عن عروة أن عائشة قالت : لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات في مروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد . رواه البخاري ( 365 ) ومسلم ( 645 ) .
5. وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحْرِمات ، فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها ، فإذا جاوزونا كشفناه . رواه أبو داود ( 1833 ) وابن ماجه ( 2935 ) ، وصححه ابن خزيمة ( 4 / 203 ) . وصححه الألباني في كتاب جلباب المرأة المسلمة .
6. وعن أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنهما قالت : كنا نُغطِّي وجوهنا من الرجال ، وكنَّا نمتشط قبل ذلك في الإحرام . رواه ابن خزيمة ( 4 / 203 ) ، والحاكم ( 1 / 624 ) وصححه ووافقه الذهبي . وصححه الألباني في كتاب جلباب المرأة المسلمة
7. وعن عاصم الأحول قال : كنا ندخل على حفصة بنت سيرين وقد جعلت الجلباب هكذا : وتنقبت به ، فنقول لها : رَحِمَكِ الله قال الله تعالى : ( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاَّتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ) ، قال : فتقول لنا : أي شئ بعد ذلك ؟ فنقول : ( وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ) فتقول : هو إثبات الحجاب . رواه البيهقي ( 7 / 93 ) .