الأحد، 23 أغسطس 2009

من مواقف سعد بن معاذ الذي اهتز لموته عرش الرحمن

لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرًا ، وأتاه الخبر عن قريش ومسيرهم ليمنعوا عيرهم ،
فاستشار الناس وأخبرهم عن قريش .فقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، فقال وأحسن ، ثم قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال وأحسن ، ثم قام المقداد بن عمرو رضي الله عنه فقال : يا رسول الله ، امض لما أراك الله ، فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قال بنوا إسرائيل لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا ها هنا قاعدون ، ولكن نقول : اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى بَرْكِ الغِمادِ، لجالدنا معك دونه حتى تبلغه, فقاله له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا ودعا له. ثم قال: "أشيروا علي أيها الناس" وإنما يريد الأنصار؛ وذلك أنهم كانوا عدد الناس ، وأنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا: يا رسول الله, إنا برءاء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا ، فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا.فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف أن لا تكون الأنصار ترى عليها نصره إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوهِ, وأن ليس عليهم أن يسيروا بهم إلى عدو من بلادهم.فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله.قال:"أجل" قال : فقد آمنا بك ، وصدَّقناك, وشهدنا أنا ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة لك, فامضِ يا رسول الله بما أردت, ونحن معك, فوالذي بعثك بالحق, لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد, وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا, إنّا لصُبُرٌ في الحرب, صُدُقٌ عند اللقاء, لعل الله يريك مّنا ما تقر به عينك, فسر على بركة الله.قال:" فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ونشَّطه". ثم قال:" سيروا وأبشروا, فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين". والله ، لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم".
هكذا ذكره ابن إسحاق رحمه الله.

خطبة ابي بكر الصديق بعد توليه الخلافة

بعد أن تمت بيعة أبي بكر بيعة عامة، صعد المنبر وقال بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه: (أيها الناس قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له حقه، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء اللّه تعالى، لا يدع أحد منكم الجهاد، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم اللّه بالذل، أطيعوني ما أطعت اللّه ورسوله فإذا عصيت اللّه ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم رحمكم اللّه.