الخميس، 27 أغسطس 2009

اعرف الحق تعرف رجاله

مما ينقل عن علي رضي الله عنه ، والحق ما وافق الدليل من غير التفات إلى كثرة المقبلين ، أو قلتهم ، فالحق لا يوزن بالرجال ، وإنما يوزن الرجال بالحق ، ومجرد نفور النافرين ، أو محبة الموافقين لا يدلّ على صحة قول أو فساده ، بل كل قول يحتج له ، خلا قول النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يحتج به . وكثرة الأتباع ليست دليلًا على صدق الدعوى ، كما أن قلة الأتباع ليست دليلًا على ضعفها أو فسادها ، ففي الصحيحين عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط ، والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي ليس معه أحد الحديث . ولهذا قال بعض السلف : عليك بالحق ولا تستوحش من قلة السالكين ، وإياك والباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين . ولهذا فإنه من غير المستساغ لمسلمٍ أن يحتج على عمله بكثرة الفاعلين له ، فانتشار التطرف والإرهاب المذموم ، واستخدام العنف من قبل الطوائف المختلفة لنشر مذاهبها وآرائها ، كل ذلك ليس دليلًا على مشروعيتها ، لأن العبرة بموافقة الدليل لا بالكثرة ، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسلك في دعوته سبيل الحكمة والبصيرة ، وهما بمعنى موافقة الحق ، وألا يهتم بتجميع سواد الناس إذا كان في ذلك مجانبة الحق ، ولننظر إلى ذلك التوجيه الرباني لمحمد صلى الله عليه وسلم ، ففي آخر سورة يوسف بين الله له أنه ليس مكلفًا بأن يدخل الناس كلهم في دين الله فقال سبحانه : وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ الآية (103 ) ثم بعدها ببضع آيات يبين الله له ما هو مكلف به وهو أن يسلك مسلك البصيرة ، فقال تعالى : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ( الآية : 108 ) ، وفي سورة النحل يقول سبحانه : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ( الآية 125 ) ، فالمؤمن ليس مأمورًا بأن يُدخل الناس في دين الله بالقوة ، وأجره عند الله ليس مبنيًا على ذلك ، بل هو مأمور بتبليغ الرسالة ويؤجر على قدر موافقته للهدي الرباني ، حتى وإن لم يستجب له أحد ، ولهذا كان الرسل أفضل البشر مع أن بعضهم يأتي يوم القيامة ولم يؤمن معه أحد . وعلى المؤمن ألا يستعجل النتائج في دعوته لأن ذلك يتعارض مع منهج الحكمة الذي أمره الله به ، هذا فضلًا عما تؤدي إليه العجلة من الإضرار بالدعوة ، وتضييق الخناق عليها وعلى أهلها .

هدهد خير مني ؟



عندما أقراء قصة الهدهد مع نبي الله سليمان أحس بضألتي أمام هذا الهدهد العملاق


انه وعيد شديد من نبي الله لهذا الهدهد إذا لم يأتي بسب مقنع لغيابه .


تأمل قوله أحطت بما لم تحط به أنها عزة وشموخ الحر الأبي الواثق بالله وبنفسه وهو يكلم ملك هو مسخر لخدمته .


يالها من بلاغة وفصاحة ونظرة ثاقبة اولا نظر في حالهم ثم بعد ذلك في دينهم وهو همه اللذي يشغله وقضيته الكبري وهي التوحيد


الله أكبر ان هذا الهدهد النحيل يحمل علي عاتقه قضية التوحيد قضية هداية البشر لقد أدرك كنهها لقد علم سر الحياة وسر الممات

لقد عقل ما غفل عنه ابناء ادم . فهل هو أعقل منهم ؟


انه عدل السلطان فإنه يقبل العذر مادام بحجة وفيه الصالح للعباد. ان من حق هذا الهدهد ان يكون بحق حكيم الطيور ولقد كرمه الإسلام ورسول الإسلام حيث انه روي عن الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة بسند صحيح ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قتل أربع من الدواب : النملة والنحلة والهدهد والصرد .
اللهم ارزقني إمان هذا الهدهد ويقينه بك